ذكر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، خلال ترؤسه قداسا احتفاليا للجاليات الاجنبية في قطر، في عظته بعنوان "أنا الراعي الصالح، أعرف خرافي، وأبذل نفسي من أجلها، أنه "يستعمل الرب يسوع استعارة allegory الراعي والخراف، ليبين لنا الشركة القائمة بينه وبين كل مؤمن به، الاستعارة مأخوذة من البيئة التي عاش فيها، لكي يعطي تعليما لاهوتيا كبيرا، يقول إنه الراعي الصالح، يعرف خرافه، يجمعها في الحظيرة التي هو بابها، والبواب يفتح له ليدخلها ويخرجها إلى المراعي الخصبة، ويحميها من الذئاب"، لافتاً الى أنه "يصف يسوع نفسه بالصالح لأنه يوجد رعاة سارقون ولصوص، الباب هو يسوع المسيح لأنه الحقيقة والبواب هو الروح القدس الذي يعلم الحقيقة؛ والحظيرة هي الكنيسة التي يجمع فيها المسيح كل الذين يسمعون صوته، فتتحقق الشركة الحياتية بينه وبين الجماعة وهي شركة تولد وتتغذى من الإيمان، وتظهر في الطاعة لصوته وهو يبذل نفسه في سبيل الجماعة، في سر موته وقيامته".
واشار الراعي الى "اننا نصلي اليوم من أجل رعاتنا، الأساقفة والكهنة، الذين يرعون رعية المسيح باسمه وبشخصه، هنا في قطر، من خلال خدمتهم المثلثة التعليم بنشر كلمة الإنجيل، والتقديس بتوزيع نعمة الأسرار، والتدبير بشد رباط الشركة والمحبة في الجماعة، ونصلي من أجل كل المؤمنين، كي يعيشوا انتماءهم إلى رعية المسيح في هذه المدينة، بسماع كلام الله والطاعة له بتطبيقه في حياتهم، وبتكوين جسده السري حول سر الافخارستيا في قداسهم الأسبوعي، ونصلي من أجل نهاية الحروب الدائرة في بلدان الشرق الأوسط، وإحلال السلام العادل والشامل والدائم ومن أجل عودة جميع النازحين واللاجئين إلى أوطانهم وبيوتهم، لكي يعيشوا فيها بكرامة، ويحافظوا على ثقافتهم وحضارتهم وتاريخهم".
وتابع بالقول "يسعدني أن أحتفل معكم بهذه الليتورجيا الإلهية مع سيادة النائب الرسولي في الخليج المطران CamilloBallin والآباء الذين يعنون بخدمتكم الروحية والراعوية. لقد احتفلنا أمس بوضع حجر الأساس لكنيسة مار شربل على الأرض التي خصصها سمو الأمير، لتكون كنيسة للجماعة المارونية، ومفتوحة لكل الجماعات الأخرى بحسب توجيهات سيادة النائب الرسولي إني أحيي الأب شربل مهنا الذي يخدم الجماعة المارونية، ويعاون في خدمة الجماعات الأخرى مع الكهنة وأحيي لجنة بناء كنيسة مار شربل، وكل الذين يتعاطون شؤون الهندسة وإنجاز الأعمال وكل المحسنين وأوجه تحية شكر لسمو الأمير على تخصيص الأرض المذكورة".
وختم الراعاي بالقول "أنتم، أيها الأخوة والأخوات الأحباء، الآتون من مختلف البلدان، تحملون معكم تراثكم الخاص، الروحي والليتورجي، وتقاليدكم الكنسية والوطنية، وهي تشكل هويتكم وحضارتكم. فإنكم تغنون بها كنيسة المسيح الواحدة، وهذه الرعية التي تجمعكم في الوحدة والتعددية"، لافتاً الى أن "جمال الكنيسة الواحدة الجامعة هو في تعددية كنائسها وطقوسها وتراثاتها، وفي وحدتها، بحسب رغبة المسيح بأن تكون الرعية واحدة لراع واحد، وكما كانت الجماعة المسيحية الأولى قلبا واحدا ونفسا واحدة هكذا أنتم مدعوون لعيش ميزة الكنيسة هذه. ولترتفع من قلوبنا جميعا أصوات المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".